منتديات العراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المهدي المنتظرضرورة وجودية لا يمكن تصور عدمها

اذهب الى الأسفل

المهدي المنتظرضرورة وجودية لا يمكن تصور عدمها Empty المهدي المنتظرضرورة وجودية لا يمكن تصور عدمها

مُساهمة من طرف {الجاسمي} الإثنين 28 سبتمبر - 22:32

المقدمة

هذا الكتاب يتناول بالبحث والتحليل مسألة المهدي المنتظر الذي يملاً الأرض قسطاً وعدلاً من بعد ما ملئت ظلماً وجوراً[1], ويلقي الأضواء على سمات الهوية التي يحملها على ضوء ما جاء في القرآن الكريم والسنن الكونية ويقوم بتفسيرها على حسب العلوم الحديثة والرياضيات , وخلال خطوات البحث عن البراهين من القرآن والعلم والفلسفة على حقيقة وجوده في النشأة, تتضح لنا حقيقة كبرى غير متوقعة وهي: ان المهدي المنتظر ليس فكرة متخيلة عن المستقبل, ولا مجرد قائد مسلم يقيم العدالة الشاملة في الأرض , بل هو من الضرورات الوجودية التي لا يمكن تصوّر عدمها, وهذه الحقيقة شأنها شأن كل حقيقة, لم تأتِ من فراغ بل لها جذور تاريخية وعقائدية موغلة في القدم , تتناقلها مصادر أهل الديانات السماوية( المسلمين واليهود والنصارى) على السواء, ويشاركهم في هذا الاعتقاد الكثير من العلماء والمفكرين والمنظرين الأرضيين الذين يؤمنون بحتمية تحقق العدالة الشاملة في الأرض.

فمسألة المنقذ – المصلح- المهدي – وبسط العدالة الشاملة على الأرض, إنما مسألة ضرورية يعتقد بها المؤمنون بالله وغيرهم من الأرضيين ,لأن العدالة حاجة فطرية مركوزة في صميم نفس الإنسان الذي يأخذ هويته الوجودية من صانع الخير ومانحه -الله تعالى مجده- الذي فطر الكون على العدل والميزان, ولعل الاختلاف في تحديد هوية وملامح القائد الضرورة الذي يبسط عدالة السماء على الأرض متأتِ من تنوّع الرؤى التي تستقي مقوماتها من مصادر مختلفة .

ولقد تناول العلماء والباحثون هذا الموضوع بكثير من الجهد المثمر فأتحفونا بالكتب القيمة التي تؤكد حقيقة بسط العدالة الشاملة وحتمية تحققها في المستقبل على يدي المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام , و مع كثرة الكتب والأبحاث وثراء الموضوعات التي تتضمن بيان الحقائق والرد على الشبهات المثارة في هذه المسألة, تبقى هناك حاجة كبيرة إلى بحث شامل يتناول شخص المهدي عليه الصلاة والسلام ليس من المقام الدنيوي فحسب , بل من مقام القائم بأمر الله في الدنيا والآخرة, فهو- كما سيظهر خلال البحث- الشخص الذي تتجلى في كيانه هوية الله الوجودية بتمام كمالها , فيكون الواسطة الضرورية التي بها يحاسب الله الناس ويقيم العدالة الشاملة في الدنيا والآخرة.

ولقد أشار القرآن الكريم إلى المهدي في هذا المقام في آيات كثيرة جداً, سوف نتناول منها ما يخص موضوع كتابنا بكثير من التفصيل ليتسنى لكل مؤمن معرفة المهدي الذي ينتظره والقائم بأمر الله الذي سيقف أمامه للحساب سواء كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة ,ونترك الأخريات إلى فرص أخرى تتحدث عن دور المهدي في تغيير العالم وبسط العدالة الشاملة على كوكب الأرض , فالكثير من المسلمين-إن لم يكن أغلبهم - يؤمنون بالله ورسوله وملائكته واليوم الآخر ولكن تصوراتهم عن الحساب يوم القيامة فيها الكثير من الضبابية وعدم الوضوح, كما أن الكثير من المسلمين لا يؤمنون بالرجعة وبسط عدالة السماء على الأرض في الدنيا قبل الآخرة , على الرغم من إشارات القرآن الصريحة الواضحة بهذا الشأن.

فإذا ما تابعت -أيها العزيز- الشوط معنا حتى النهاية, سوف يظهر لك من خلال البراهين الكثيرة, ان المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً هو القائم بأمر الله الذي يتولى مهمة بسط عدل الله يوم الحساب, أي هو المرآة التي يتجلى الله فيها للناس( في مقام الظاهر) ويحاسبهم ويحكم بينهم بالعدل في الدنيا والآخرة, وهذا هو المحور المركزي الذي تدور حوله موضوعات بحثنا الذي ثابرنا على تدعيم مطالبه بكثير من البراهين القرآنية والفلسفية والعلمية , و حرصنا على أن يتسم هذا البحث بالموضوعية و أن يتضمن أكبر قدر ممكن من البساطة والوضوح , فهو همسة محبة للجميع لا نطلب من وراءه إلا رضا الله تعالى مجده .
{الجاسمي}
{الجاسمي}
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى

ذكر عدد المساهمات : 34
نقاط : 248
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
العمر : 30
الموقع : https://ali6.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى